يكتب مراسل تي آر تي وورلد أن وزارة الدفاع التركية جددت تأكيدها على دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، معتبرة أن أي خطوة تتخذها دمشق للحفاظ على وحدة أراضيها ستلقى دعماً مباشراً من أنقرة. ورأت الوزارة أن استقرار سوريا يشكّل عنصرًا حاسمًا في ضمان أمن تركيا، وأن أي تقدم في هذا الاتجاه ينعكس على تعزيز السلام الإقليمي.
أوضحت صحيفة تي آر تي وورلد أن الوزارة شددت خلال مؤتمرها الأسبوعي على أن "تركيا تؤمن بأن سوريا ستصل إلى الاستقرار من خلال نموذج حكم مركزي يحافظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ويمنع العناصر الانفصالية من التمدد". وأكدت أن أنقرة ستواصل نهجها الحازم لضمان الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
ذكرت الوزارة أن التعاون العسكري مع دمشق يسير وفق مذكرة تفاهم موقعة في 13 أغسطس، وتشمل تدريبات واستشارات تهدف إلى رفع كفاءة القوات المسلحة السورية. وأكدت استعداد أنقرة لتقديم الدعم الكامل لإنشاء مراكز تدريب جديدة وفق طلبات الجانب السوري، مشيرة إلى أن تركيا ستساند كل مبادرة تتخذها الحكومة السورية لحماية وحدتها الوطنية.
كشفت المصادر أن الحكومة السورية طلبت الشهر الماضي مساعدة أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية بعد اندلاع أعمال عنف طائفية في البلاد. ووافقت تركيا بموجب اتفاق الدفاع الموقع في أغسطس على تزويد دمشق بالأسلحة والتجهيزات والدعم اللوجستي، إضافة إلى تبادل الخبرات العسكرية وتقديم أنظمة تسليح ومواد لوجستية. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوات تنطلق من التزام تركيا الواضح باستقرار سوريا وسيادتها.
في السياق ذاته، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع، زكي أكتورك، أن إسرائيل تواصل هجماتها المتهورة التي تستهدف "السلام والاستقرار في المنطقة". وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني صراع البقاء وسط الجوع والحصار، فيما تواصل القوات الإسرائيلية مجازرها ضد المدنيين والصحفيين، حتى داخل المستشفيات.
أوضح أكتورك أن استهداف الصحفيين المستقلين يهدف إلى منع المجتمع الدولي من مشاهدة حجم المأساة والجرائم، مضيفًا أن إفلات إسرائيل من العقاب على الانتهاكات وجرائم الحرب يعزز سلوكها المتغطرس بلا حدود. وشدد على أن فرض وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وضمان بقاء ممرات المساعدات مفتوحة دون انقطاع، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، أصبحت التزامات أساسية على المجتمع الدولي.
لفت المتحدث إلى أن إسرائيل وسّعت دائرة هجماتها لتشمل سوريا ولبنان واليمن، وهو ما يقوّض أمن المنطقة واستقرارها. ودعا إلى احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها باعتبار ذلك شرطًا جوهريًا من أجل السلام الإقليمي.
تؤكد هذه المواقف أن تركيا ترى في استقرار سوريا قضية أمن قومي، وترى في السياسات الإسرائيلية تهديدًا شاملًا للسلم الإقليمي. وبينما تواصل أنقرة دعمها العسكري والسياسي لدمشق، تضع نفسها في مواجهة مباشرة مع التداعيات المترتبة على تصرفات إسرائيل في المنطقة. وبهذا الخطاب، توجّه تركيا رسائل مزدوجة: الأولى تطمين جارتها السورية بأن أنقرة مستعدة لدعم وحدة أراضيها، والثانية تحذير إسرائيل من أن أفعالها لن تمر دون مواجهة دبلوماسية وسياسية متصاعدة.
https://www.trtworld.com/world/article/2e87b11f409d